بنت القمص
رواية أسامة الزيني
كنت أظن مسلسل الإبادة الذي أصبحنا نصحو كل يوم على حلقة منه صناعة يد جاهلة
لا تعرف ماذا تفعل، لكن الآن تأكد لي أنها يد تعرف ما تفعله جيداً.. يد كائن متحول
يشم رائحة فرائسه ويتبعها في الظلام. ليس ثَمَّ موطئ قدم لذكرياتنا في مدينتنا القديمة
يا صديقي.. ليس ثَمَّ مَعلم واحد من معالم مدينتنا التي تركتَها في مساء حزين.. الجرافات
والباعة لم يدعوا لنا شيئًا. تَشَبَّثْ بكل مشهد قديم تحتفظ به في ذاكرتك يا صديقي،
فلم يعد لمشاهدنا القديمة وطن غير ذاكرتنا. تشبث بأحلامك القديمة التي رحلتَ بها، فقدْ
فَقَدَ الجميع هنا قدرتهم على الأحلام.. رفقاء دراسة الماضي البلداء أحكموا قبضتهم
على كل شيء، حتى يئس الناس من كل شيء.. الباعة والوسطاء قالوا كلمتهم، والمدينة ببشرها
وحجرها أصبحت رهن صفقات مشبوهة تدار في الخفاء.. لم يبق لأي منا إلا ذاكرته وطنًا يلوذ
به، ووجودًا غير قابل للبيع أو الشراء.
ISBN: 978-977-786-254-7
السعر 60 جنية
ملف ضريبي 548-008-274
التسميات :
الإصدارات الجديدة