(الحرب الحقيقية ( الدهرانية
بقلم نجلاء حسين
الدهرانية هى فصل الأخلاق عن الدين وهذا أثر بدوره على الروابط الأسرية حيث ضاع الواجب الأسرى حيث اصبحت المنفعة الشخصية هى مقياس للروابط الأسرية وأثر ذلك على المجتمع ككل حيث زال الدور الاجتماعى للدين من حيث قدرته على تدبير شؤون المجتمع...
ومن هنا يصبح الانسان الدهرانى مرتبط كلية بالدنيا ولا علاقة له بالاخرة لأنه يرفض الايمان بها ..ففصل الدين عن مجالات الحياة المختلفة وهذا ما يسمى ب ( العلمنة ) أى فصل العالم عن الدين .....فأتاحت الدهرانية امكانية وجود اخلاق بلا ايمان ومجتمع دينى بلا دين .....
ولذلك يتم تأسيس الاخلاق على أسس عقلية او اجتماعية او طبيعية تجنبا لفكرة الوجود الالهى ودينه الذى يدعو لقيم واخلاقيات محددة ....
ونجد أن هناك أربعة معتقدات للدهرانية ....
اما من يدعو الى دين من دون وحى الهى وانما يدعو للتخلص من أى موروث دينى ويدعو للانصات فقط لضمير الفرد....
واما من يدعو الى دين عقلانى حيث يرفض كل أنواع العبادات من صلاة ودعاء وخلافه...حيث يعتقدون ان تلك العبادات تدفع العابد للوقوع فى الوهم والخرافات.....
واما من يدعو لدين يستبدل فيه الاله الواحد بالمجتمع ويكون الحاكم هو ( الضمير الجمعى ) ..أى ان المجتمع الذى يعيش فيه الانسان هو الذى يلزمه بالطاعة والواجبات الاخلاقية والتمسك بالخير والبعد عن الشر..وبالتالى ذلك يدعو لتأدية الفرد واجبه تجاه الافراد الاخرين فقط ...دون تأدية أية واجبات تجاه الاله لعدم ايمانهم بوجوده .....
واما من يدعو الى دين فلسفى يحكمه العقل وليس الاله..حيث ايمانهم بأن الدين الصحيح هو ما يواكب طبيعة الانسان وتطوره المجتمعى ولكن الدين الالهى نزل بقيم واخلاقيات دون سابق علم للانسان بها ودون مراعاة لانسانية الانسان .....
فتصبح الدهرانية ماهى الا فصل للاخلاق الانسانية عن الدين الالهى واوامره ونواهيه وتنزع منها الروحانيات فتصبح اخلاق انسانية مجردة من الدين والايمان والحكم الالهى وتلبس لباس مجتمعى زمنى ولباس الطبيعة ويحكمها العقل الانسانى الفانى ...فتصبح اخلاق عقلانية وليست وجدانية ..لايمانهم بأن الدين سرق عظمة ومكانة الانسان وحقه فى تسيير أموره دون قيود منزلة مسبقا ...
ونجد ان المثال النموذجى للاسرة الحديثة الدهرانية هى الاسرة الغربية ...حيث نجد فيها انفصال تام وواضح للاخلاق عن الدين ...فيسهل تفكك الروابط الاسرية والمجتمعية لأنه لا ينطبق عليهم اى معايير أخلاقية دينية فى كل مناحى الحياة ...من زواج ...طلاق ...الترابط الاسرى بين الاباء والابناء ...واباحة العلاقات الغير شرعية ...فتحولت الاسرة من موطن العلاقات الأخلاقية الى اسرة لا أخلاقية حيث لم يعد هناك خوف من النار والطمع فى الجنة ...لانعدام الايمان بالوجود الالهى ووحيه.....وانما استبدلوا الاله بالانسان وعقله المتحكم فى كل شئ...دون الرجوع لأسس أزلية ثابتة بالرغم من أن الوحى حافظ على كرامة ومروءة وحقوق كل أفراد المجتمع ...ودعم الحقوق العائلية قبل الحقوق الفردية حفاظا على البنية الاسرية وبالتالى البنية المجتمعية السليمة المترابطة لكى تتحول الاخلاق الأسرية من المصلحة المادية والمنفعة الشخصية الى ترابط وحب وجدانى وتراضى بين جميع الأطراف.....
وللأسف أصبحت الكثير من الأسر العربية متشبعة بالكثير من الأخلاق الغربية وهذا بداية التفكك العربى والاسلامى الحقيقى ...حيث نتطبع بالفكر الغربى دونما تمييز لما يناسبنا وما لا يناسبنا ...ونحن غافلون عن أن هذا من استراتيجيات الغرب للقضاء على المجتمع العربى والاسلامى ....
وهذه هى الحرب الحقيقية ####
## بقلم ....# نجلاء حسين #
التسميات :
مقالات