فريدريك تشيندروف والمخطوطة السينائية 1815 - 1874 م
الدكتور ماجد عزت اسرائيل
دار غراب للنشر والتوزيع
هذه الدراسة التي عكف على إعدادها الدكتور ماجد عزت إسرائيل عن جهود عالم اللاهوت الألماني فردريك تشيندروف في اكتشاف "المخطوطة السينائية" التي تؤكد صحة الكتاب المقدس (الإنجيل)، سوف تحتل مكانة خاصة في باب تاريخ العقائد والأديان، وهو مجال تقتصر الكتابة فيه على رجال الدين والمذاهب في الغالب الأعم، ولا يقتحمه الباحثون في التاريخ بالمعني الاصطلاحي الذين تقتصر اهتماماتهم على وقائع التاريخ العام سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا لأي بلد من البلاد، وربما خشية أن ينالهم بعض اللوم من رجال المؤسسة الدينية إذا ما فكر أحدهم في الاقتراب من هذا المجال.
ويبدو واضحًا أن اهتمام مؤلفنا بهذا الموضوع راجع إلى الدفاع عن رعاة دير سانت كاترين بسيناء من تهمة التفريط في الآثار التي يضمها الدير عبر العصور، وخصوصا ما يتعلق بالكتاب المقدس. وجاءته الفرصة عندما علم بدور عالم اللاهوت الألماني تشيندروف في اكتشاف "المخطوطة السينائية" بحالتها الطبيعية في منتصف القرن التاسع عشر، أي بعد مرور تسعة عشر قرنًا من الزمان على رسالة السيد المسيح. ومن ثم كانت متابعة الدكتور ماجد لسيرة هذا العالم ورحلاته الثلاث في أعوام 1844، 1853، 1859 إلى دير سانت كاترين حتى استكمل أوراق هذه المخطوطة التي أنهت الجدل بشأن صحة الإنجيل.
ولعل هذا الجدل بين رجال الدين المسيحي بشأن صحة الكتاب المقدس راجع إلى أن تدوين الإنجيل (الكتاب المقدس) لم يتم في حينه، وإنما تم بعد سنوات وسنوات، مما أوجد هذا الخلاف الذي حسمه تشيندروف أخيرًا بعثوره على المخطوطة السينائية. ورغم هذا فلم يتقبل كل اللاهوتيين هذه الحقيقة التي أرساها ماديًّا تشيندروف بهذا الجهد الجهيد الذي بذله من حيث تحمُّل مشاق السفر في الصحراء في زمن عزت فيه وسائل الراحة المناسبة. ولم يكن يخفف من هذه المصاعب الجسدية والنفسية إلا إيمانه بوجود نسخة خطية من الكتاب المقدس محفوظة بدير سانت كاترين، فترك الدنيا وتحمل مشقة السفر من أجل إثبات حقيقة الإنجيل، وكله إيمان بتحقيق الهدف من أجل تثبيت العقيدة المسيحية في نفوس أهلها.
والآن عزيزي القارئ .. أتركك مع هذه الدراسة العميقة لكي تعرف كيف يدفع الإيمان بفكرة ما صاحبها لتحمل المشاق والصعوبات من أجل إثباتها .. إن هذا الكتاب درس في الإيمان بفكرة تبدو مستحيلة أو خيالية، يتم تحقيقها على أرض الواقع.
القاهرة في أكتوبر 2018
د. عاصم الدسوقي
استاذ التاريخ الحديث-جامعة حلوان
السعر65 جنية