الحياة في البلاط الملكي المصري
ألفريد جاشوا بتلر
للمؤرخ الإنجليزي الدكتور ألفرد جشوا
بتلر (1850-1936) ثلاثة كتب عن المحروسة هي "الفتح العربي لمصر"،
و"تاريخ الكنائس القبطية" و"الحياة في البلاط الملكي المصري".
لاقى الكتاب الأول استحسانًا بعد أن ترجمه الأستاذ محمد فريد أبو حديد وحذا الثاني
حذوه حين ترجمه الأستاذ إبراهيم سلامة إبراهيم، بينما بقى الكتاب الثالث بلا ترجمة
لمدة تربو على قرن وربع من تاريخ ظهوره. أنصف الكتاب الأول المسلمين فترجمه أبو
حديد ونشره "مدبولي"، والكتاب الثاني نشرته الدولة ممثلة في الهيئة
المصرية العامة للكتاب لأنه يتناول تراث شركاء الوطن. بقي الكتاب الثالث خارج
دائرة الضوء لأنه رصد الواقع المصري سواء في القصور أو في الشارع بصدق. لم يشفع
للكاتب أنه أخرج كتابين عظيمين عن مصر فما إن تجرأ على رصد حقائق المعايش آنذاك
حتى انبرت سهام النقد تقذفه. ترجم الكتاب الأكاديميان بالجامعة د. محمد عزب ود. مي
موافي.
ها هو مثال لما كتب عن "الحياة
في البلاط الملكي المصري":
" اللافت هو الرقة التي تتلوّن
بها الصفحات حينما يصف المؤلف مشهداً في معبد قديم بصعيد مصر؛ أو بيتاً عتيقاً في
مدينة رشيد الساحلية، أو يتتبع حتى خيوطاً أخيرة لشمس غاربة على ضفة نيل مصر. لم
يخف الكاتب محبته للمكان ــ لا لأهله وناسه ــ في العديد من مفاصل تجربته في مصر،
ومن ذلك ما كتبه مثلاً في آخر الصفحات: "لا يمكن لشخص أمضى عاماً واحداً في
القاهرة، تلك المدينة الذهبية وتغلغلت روح الشرق في كيانه أن ينسى ذلك المساء الذي
ودع فيه هذه الحياة إلى الأبد ليعود من جديد إلى وحشة أوروبا وكآبتها. عشت هذه التجربة
وانطبعت في وجداني ذكرياتها الفريدة الوافرة، ورأيت حلم الإصلاح الذي يدخل في باب
الاستحالة يتحقق."
الإمارات اليوم – https://www.emaratalyoum.com/life/culture/2015-01-07-1.744273