عندما سجد إبليس
د. إبراهيم شلبي
قام إبليس من سجدته الطويلة وهو يشعر بالراحة والسكينة.
إنطلق طائراً في عنان السماء متنقلاً بين قارات العالم ليرى كيف تجري الأمور بعد فناء جميع الشياطين. .. إتخذ الشر مساره المعتاد وكأن لم يلحظ أحد إختفاء الشياطين.
أتم إبليس دورته حول العالم لينهيها على قمة جبل كوركوفادو بالبرازيل ..
أخذ ينظر إلى مدينة ريو دي جانيرو وقد صبغتها أشعة الشمس الغاربة بلون الذهب ..
وقف إلى جوار تمثال المسيح الفادي وقد إرتفع باسطاً ذراعيه نحو المدينة ..
أخذ إبليس يتأمل وجه تمثال عيسى عليه السلام وقد لونته الظلال..ضحك ساخراً وقد توجه بحديثه إلى التمثال : " مرحى مرحى يا إبن مريم .. مرحباً بمخلّص البشرية .. هل أنت فخور الآن؟ هل أدركت الآن ومعك موسى ومحمد ومن سبقكم من الأنبياء أنه لا فائدة ترجى من البشر؟
لقد حملتم الرسالة وأديتم الأمانة وتحملتم التكذيب والترهيب وضغوطاً فوق طاقة البشر .. ولكن هل هذا هو العالم الذي بذلتم خلاصة أرواحكم من أجله ؟ بضعة ملايين من المؤمنين المخلصين خلال آلاف السنين؟ وهاهم قد إندثروا جميعاً ولم يبق على الأرض إلا قطعان ضعيفة الإيمان لا تقدر على مقاومة وازع الشر بداخلها .. حتى بعد إختفاء شياطين الإنس والجن من على وجه الأرض.
لا أفتخربأنني قد إنتصرت .. حاشا لله أن أدّعي هذا أو أقوله .. فقط أردت أن أثبت أنني كنت على حق.