عقلهُ يَزِن كل
الأمور بمقدار، كما توزنُ المعادلاتِ الكيميائية التي إعتاد أن يعامل كل شيء في
حياته معاملتها ، إلاها .. هي المعادلة الوحيدة التي استعصى عليهِ وزنها ، لأنها
بذاتها غير مفهومةٌ ماهيتها ، لم يقرأها عقله بعد ، قلبه فقط قرأها ، والقَلبُ لا
يَزِن ولا يترجم المعايير .وكأنها وُجدت في حياتِه لتجلبَ له بعض المفاهيم التي لم
يألفها ، كالرغبة في التنهد ليلًا ، أو الشرودِ عند المرور بآياتٍ في سورة النورِ
، أو التلعثم مع الزبائن حين ينطق لهم أسماء الأدوية ، لقد شغفتهُ وهو البعيدُ عن
كل مرادفات الشغف ، معها يشعر أنه يمتلك قوةً لا تضاهيها قوة ، تلك القوة المحشوة
بالرحمة ، إذ يكاد ينفجر غضبًا فيأخذ قرارًا بنسيانٍ أو تمرد وهو حقًا لقادرٌ على
الهجر والتجاهل ، لكن شيئًا منها يدغدغ مواضع الرحمة في قوتهِ ، يُداعب مواضع
اللينِ في قسوته ِ، فيضطرب لأنها تنفي ما رآهُ عيوبًا فيها بكلمةٍ أو بحركةٍ أو
بلمحة أو بفكرة واحدة، لا يستطيع إدراكها ككل لأنها في عقله ِ عبارة عن أجزاء ،
جزءٌ ملائكي صامت مبتسم شارد وضعيف ، جزءٌ قوي صلب يهزم الدنيا حين تتحداها ، وجزء
روحاني أصيل لا يراهُ فيها إلا من كان لديهِ مثله.
أجراس اللافندر
ISBN: 978-977-786-234-9
التسميات :
الإصدارات الجديدة